في فجر الخامس من مارس/ آذار المقبل، ستعلن أكاديمية «علوم وفنون الصور المتحركة» عن جوائز الأوسكار، والتي ينتظرها أغلب محبي السينما الأمريكية والعالمية كل عام. ومن المتوقع أن يشهد هذا الحفل استهجانًا للممثلين المتحرشين، وخطب مناهضة للتحرش من النساء من مقدمي الجوائز والحاصلين عليها.

وبعيدًا عما ستشهده الحفلة من خطب سياسية واجتماعية، فجوائز هذا العام الرئيسية تبدو محسومة بدرجة كبيرة في أغلبها. وهذا أمر مثير للإحباط ويقلل من انتظار الحفل ولحظة إعلان أسماء الفائزين. كما يدل على ضعف أفلام الجوائز هذا العام. إليكم توقعاتنا للجوائز الأهم.


أفضل فيلم

تبدو الجائزة محسومة لفيلم «Three Billboards Outside Ebbing Missouri» فقد حصل على كل الجوائز الكبرى للأفلام الناطقة بالإنجليزية، كجائزة البافتا، والجولد جلوب، وجائزة اختيار النقاد، ولكن اعتدنا من الأوسكار في السنين الأخيرة اختيار المنافس الثاني على الجائزة.

إقرأ أيضا:فيلم «Three billboards»: ملحمة الانتقام والعدالة

تبدو احتمالية حدوث ذلك أقل من العام الماضي. خصوصاً بعد اتهامات سرقة قصة فيلم «The Shape Of Water» ولكن الأول لم يترشح لجائزة الإخراج. مما ينبئ بنية الأكاديمية في عدم حصول الفيلم على الجائزة، فليس من العرف أن يفوز بجائزة أفضل فيلم عمل لم يترشح لجائزة الإخراج. ولذلك تبقى احتمالية تكرار عادة الأوسكار مع «The Shape Of Water» واردة.


أفضل إخراج

كانت جائزة العام الماضي محسومة لـ«داميان شازال» عن فيلم «La La Land» قبلها بفترة، وكان إعلانها مجرد تحصيل حاصل، ويبدو أن هذا العام مشابه لدرجة كبيرة كسابقه. فجميع المؤشرات تشير لفوز «جيرمو ديل تورو» بالجائزة عن فيلم «The Shape Of Water».

إقرأ أيضا:فيلم «The Shape Of Water»: وحوش ديل تورو بانتظار الأوسكار

فقد فاز بجائزة الإخراج في الجولدن جلوب، والبافتا، واختيار النقاد، وغيرها من الجوائز المهمة. رغم الكثير من الاستهجانات النقدية التي لا ترى تورو يستحق الجائزة في ظل وجود بول توماس أندرسون، وكرستوفر نولان.


جوائز السيناريو

جوائز السيناريو هذا العام محسومة، هي الأخرى، لدرجة كبيرة. فرغم عدم ترشحه لجائزة الإخراج ولكن جميع المؤشرات تشير لفوز «مارتن ماكوندا» بجائزة النص الأصلي عن فيلم «Three Billboards Outside Ebbing Missouri»، فمنذ بداية موسم الجوائز، لم يخسر الفيلم سوى بعض الجوائز القليلة لصالح فيلم «Get Out» والذي يعتبر المنافس الأضعف في هذه الفئة.

إقرأ أيضا:فيلم «Call Me By Your Name»: بين الفن التشكيلي والموسيقى

وإذا كان فيلم «Call Me By Your Name» يصعب فوزه بجائزة أفضل فيلم. ولكن من المؤكد إنه سيظفر بجائزة النص المقتبس. من خلال كاتبه «جيمس إيفوري» والذي حول الرواية التي تحمل ذات الاسم لنص سينمائي. بالإضافة لجودة السيناريو، فإن طرحه لقصة رومانسية تحدث بين رجلين، تعطيه دفعة كبيرة لدى الأكاديمية.

وتعتبر تلك الجائزة إحدى الجوائز المؤكدة. نظراً لحصول إيفوري على أغلب إن لم يكن كل الجوائز الفنية الكبرى والصغرى في الولايات المتحدة الأمريكية.


جوائز تمثيل – للرجال

وعلى غير العادة جائزتي الرجال محسومة هذا العام. فالمعتاد أن تكون إحدى الجوائز بها مرشح بارز. والجائزة الأخرى تشتعل فيها المنافسة. ولكن خفت التنافس لدرجة كبيرة هذا العام في جوائز تمثيل الرجال. فجائزة التمثيل الرئيسي ذاهبة بكل تأكيد لـ«جاري أولدمان» عن دوره في فيلم «The Darkest Hour» والذي أدى فيه دور رئيس الوزراء البريطاني تشرشل في بدايات حكمه واتخاذه للقرار الأصعب بمواجهة هتلر.

اقرأ أيضا:«Darkest Hour»: في السينما فقط يتفق «ناصر» و«تشرشل»

أما جائزة التمثيل المساعد فستذهب لـ«سام روكول» عن دوره المساند اللافت للأنظار في فيلم «Three Billboards Outside Ebbing Missouri»، فرغم اتهام البعض للشخصية بأنها تبرز الوجه الإنساني للمجرمين من رجال الشرطة الأمريكيين، ولكن لم يكن هذا الوجه الإنساني ليظهر سوى بأداء روكول اللافت، الذي أقنع المتفرج بالنقيضين؛ الشرطي المجرم المندفع العنصري، والإنسان الطيب الذي يريد تجاوز أزماته.


جوائز تمثيل – للسيدات

لا يختلف الوضع بالنسبة لجائزتي تمثيل السيدات. فالجائزتان محسومتان. جائزة التمثيل الرئيسي ستذهب لـ«فرانسيس مكدورماند» عن دورها المميز في فيلم «Three Billboards Outside Ebbing Missouri».

وقد حصلت مكدورماند على جميع الجوائز الرئيسية كالجولدن جلوب والبافتا واختيار النقاد. يذكر أن هذه الجائزة شهدت العام الماضي إحدى أقوى المنافسات بين إيما ستون وإيزابيل اوبير. وحتى اللحظات الأخيرة كان من الصعب تحديد الفائز.

ورغم تجاهل فيلم «I, Tonya» في ترشيحات أفضل فيلم، ولكن جميع المؤشرات والجوائز الكبرى تشير لحصول «إيلسون جاني» على جائزة أفضل ممثلة في دور مساعد.


أفضل فيلم ناطق بغير الإنجليزية

تعتبر هذه الجائزة هذا العام من أكثر الجوائز غموضًا. فلا توجد مؤشرات واضحة على كينونة الفيلم الفائز. ففيلم فاتح أكين «In The Fade» والذي حصل على الجولدن جلوب وجائزة النقاد، لم يرشح للأوسكار. والبافتا أعطت الجائزة لفيلم المخرج تشون بارك «The Handmaiden»، وهو أحد أفلام العام الماضي.

اقرأ أيضًا:فيلم «قضية رقم 23»: التعرية والسباب قبل المصالحة

إذن لا توجد مؤشرات واضحة. ولكن الفيلمين الأكثر قربًا بين المرشحين هما؛ الفيلم الروسي «Loveless»، والفيلم السويدي «The Square». وتعتبر نسب فوزهم شبه متساوية، ولكن هناك أفضلية للأخير نظرًا لفوزه بسعفة كان الذهبية.

ورغم وجود جانب سياسي مغر للأكاديمية في فيلم زياد دويري «The Insult» ولكن ندرة ترشيحه للجوائز الأمريكية الكبرى قد يحول بينه وبين الجائزة.


أفضل فيلم رسوم متحركة

جائزة أخرى لا تشهد الكثير من المنافسة كل عام، ولكن هذا العام تشهد منافسة واضحة بين فيلمي «Coco»، و«Loving Vincent». ولكن المؤشرات تظل لصالح الأول والذي فاز بالجولدن جلوب والبافتا واختيار النقاد.

إقرأ أيضا:فيلم «Loving Vincent»: مرثيّة فنية تليق بفان جوخ

يذكر أن فيلم «Loving Vincent» هو أول فيلم يتم تصميمه كليةً بواسطة «لوحات زيتية»، تم رسمها والعمل عليها من خلال رسومات 125 فنانًا من دولٍ مختلفة على مدى أكثر من خمس سنوات.


جائزتا الموسيقي والأغنية

رغم منافسة فيلم «Phantom Thread» على جائزة الموسيقي بقوة. ولكن يظل «The Shape Of Water» هو الأوفر حظًا في الحصول على الجائزة. وضع الموسيقى التصويرية للفيلم الفرنسي «ألكسندر ديسبلا»، الذي سبق وفاز بالجائزة عن فيلم «The Grand Budapest Hotel» عام 2015.

إقرأ أيضا: فيلم «Phantom Thread»: الحب على طريقة بول توماس أندرسون

أما جائزة أفضل أغنية فعلى الأغلب ستذهب لأغنية «Remember Me» من فيلم الرسوم المتحركة «Coco» وبذلك يكون حصل الفيلم على جائزتين مهمتين.